يا أيها العالم، أنا محمد بن قيس من أرض فلسطين، ولدت للمرة الثانية من جديد، ما كنت مطويا بين الأنقاض كما كنت بالأمس منزويا في رحم أمّي، حينئذ كنتم نائمين فوق أريكة خشينة مكسوة بحشوة مريحة، كنت مضطرا إلى زمام الموت بين الأنقاض الصلبية.
أنتم تستيقظون من نومكم الطويل سامعين صوت أمكم أو أصوات منبه، أنا أستيقظ من نومي القصيرة بصدمات القنابل والصواريخ في بعض الأحيان، أيقظني أنين الأطفال المفقودة أمهاتهم،أنتم تغدون إلى المدارس أو الملعب لتكون حياتكم مطربة مجذلة،بل أنا أغدو إلى قريتي حاملا أعباء الأحزان والخوف لتكون حياتي هادئة وساكنة.
هذا كله، أسفر عن خير عملناه قبل السنين، لما طرد وتشرد اليهود من مصر صاروا يضربون في الأرض بلا ملاذ يلوذ به وبلا بيت يأوي لهم، فقطعنا قطعة من الأرض لهم رحمة ورأفة منا حتى سادوا فيها حياة رغدا وهنيئا،
ولكن الأمر،لما نشأ اليهوديون ولدا ومالا أظهروا ما كان مخفيا ومكتوما قبل القرون،فنادوا وهتفوا أن هذه الأرض لنا وحاصروا واحتلوا أرضنا فلسطين وشتتوا الأوراق التي كتبت عليها الآيات القرآنية وطردوها في الهواء إهانة وإزدراء علينا، وما زالوا يقصفون علينا القنابل والصواريخ وما زالوا يطلقون الرصاص على أطفالنا الصغار وعلى نسائنا البريئة.
فالآن لعلكم تأكلون الطعام الذيذ في صحن ذي تألق، وأطفالكم يبكون لأجهزة اللعب بل نحن أطفال غزة نبكي للعثور على جثث أمهاتنا وآبائنا، فأنذر لكم أيها اليهوديون جيش محمد سوف يعود