المقامة التشمادية


  عاشق اي    🖎

حدثني صفوان بن سفيان :

كنت بكالكوت، عائدا من بيروت، نزلت في مرفأها هو عجيب غريب، تعيره السفن من كل فج قريب، هناك ترى التجار بملابسهم الزاهية، وألسنهم تردد لغات مجهولة ماهية، فيهم الكرم من بهائه، والوفاء في صفائه، مدينتها درة البحار، ومهوى الأنظار، كالعقد المكنون، في حضن البحر المصون، مياهها زرقاء كالسماء الصافية، وأرضها خضراء كالروضة الغافية.

جريت في طرقاتها، فتنساب كأفعوان متمرد حول بيوتها، بعد سفرة وصلت في سوق الحلوى، التي صفف فيها المن والسلوى، كان الجو مائلا إلى المطر، ترى التوابل تعيق بالعطر، من قرفة وزنجبيل، وهيل وفلفل نبيل.

ثم خرجت من سوق الحلوى إلى ساحل البحر، بعد مشي مديد وقع الشخص في النظر، انغمس في الوحل، تلونت عيناه بالكحل، تفحصناه فيبسط في الحقل التراب، ثم يشرب الشراب، بالحقل مليء بالماء، والوبل يصب من السماء، إذا يسد الحقل بالطين، ولا ينظره في الحين، فالطلاب يستهزئون بالجهل، ويجعله أحدا من الهزل، كأنه ذو رياء، لبسه كرداء، اسمه سليمان، فهمته من سكان.

تركت فريقي عليه، أمضيت فورا إليه، قلت ماذا تفعل يا جدي، وتعمل أحسنا من جدي.

قال: أبني هنا منظمة، التي ترفع حتى العالم معظمة، فيه دراسة إسلامية، وتدريبات علمية، تؤخذ قضية أهمية في حياتنا اليومية، ترفع العلوم القومية.

قلت: هذا من تعبي، تجري كثيرا من نصبي، تريد أي شعب.

قال: لست أولا في العالم، بل مضت كثيرا من العالم، نموذج جامعة دار الهدى الإسلامية لهذا، ولم يخفض أحد بهذا.

ذات يوم كان بافوتي حاجي في تشماد، كان حقل مان فادم أحدا من جماد، وكانت أعين الناس في رماد، لأن حاجي يسد الحقل بالطين جعله الناس جاهلا في الحين، ولكن يعامله باللين، كان عمقه طول أربعة أشخص، ونظر الناس كأرخص

في يوم كان أمامها خطيبا، حول خريجين منها سيلعبون أريبا، بالدعوة في الغبراء، ويذوق منهم الفقراء، حروف القرآن بداية وستسلم بيدهم كثير من الناس هداية، ثم أنشد الناس:

رأينا كثيرا من قبور مشاريع

ولكن على العلم تقوم بساطع

شما في مقام العلم دوما بلمعة

ولا تسقط في الكون إلا بقاطع

كنت يوما دائرا في شارع منفرم، في الحافلة من ملافرم، فثبت نظري في الوجه الأبيض، في هذه الأرض في الأرض القصر،  ولا رأيت هكذا إلا في المصر.

قلت لا أعقد على قولك، بل أحتاج شهادة منك بذلك. ثم فاضت يده إلى الجيب ليأخذ الهاتف الطيب. 

ثم قال انظر إلى هذه الصورة، فلتر  تلك السورة، ولاحظ في موقعها الإلكتروني مراقبا، فتستعفي عني عاقبا، فنظرت البرج، فحسست الفرج .

قلت: إن البناء تحت الأساس، ولا يعرفه إلا بالإحساس.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال