الأسرة المخدومية



عبد الله جلال كي في

(طالب بكلية دار العلوم للدعوة الإسلامية -توتا)

 

قد تأثر قدوم عباقرة من العلماء والسادات من أنحاء العالم مجالات العلمية والسياسية والاجتماعية لكيرلا، وتأسسوا أبنية الاسلام وعلومه فيها. ومن أعظم هؤلاء العلماء علماء أسرة "المخدوم".

تأثروا الأمور العلمية والسياسية ونمى بسببهم الجوّ الإلهي والعلمي والعملي في البلاد المليبارية. وصاروا يشجّعون المسلمين والمواطنين على الجهاد ضدّ القوات الاحتلالية بقلمهم .

 

المخدوم في الهند

 

كانت هجرتهم  إلى كيرلا في الطبقتين: الأولى كانت تحت قيادة محمد بن خلجي  من القاهرة في مصر سنة 227ه  842م بسبب إشاعة البدعة المعتزلية في عصر واثق بالله والمعتصم اللذين هما خليفتان

من خلفاء العباسية. وكانت هجرتهم الثانية بعد طول الزمان سنة 683ه  1284م تحت قيادة السيّد جمال الدين بسبب خواطر طبيعية. وأصله يعود إلى مصر، وقيل عن أصلهم كانوا من اليمن. وجمع تاريخيون بينهما، وقالوا كانت بدايتهم من مصر ثم هاجروا الى اليمن وبعده الى الهند.

تقال أسرة المخدوم بإسم "المعبري"  نسبة إلى قرية في ساحل تامل نادو إسمها "المعبر" وإسمها الحالي "كورو مندل ثمّ انتقلوا الى كوشن، وأول من وصل في كيرلا هو الشيخ أحمد المعبري وأولاده

علي بن أحمد المعبري وزين الدين إبراهيم بن أحمد المعبري. انتقل زين الدين إبراهيم المعبري إلى الفوناني بمطالبة ملحّة لتولية منصب القاضي لـ"فوناني".ثمّ صارت فوناني مركزا للمسلمين المليبارية والأسرة المخدوم مرشدين لهم.

 

زين الدين المخدوم الكبير

 

اشتهر علماء المخدوم في كيرلا ومن أعظمهم الإمام العالم البحر الحبر المدقق المحقق الشيخ أبو يحيى زين الدين بن علي بن أحمد المعبري، ولد في كوشن سنة ثمانية مائة وواحد وسبعون 871ه  1467م.

وحصل التعليم الإبتدائي من والده، بل توفي والده في صغره وانتقل إلى الفوناني للتعليم العالي وهو ابن أربعة عشر. وكان مشتاقا في التعلم مند نعومة أظفاره، وهو قارئ القرآن أيضا . وله دور عميق في التصوف والفقه والنحو.

وتلمذ سبع سنوات تحت أبي بكر فخر الدين بن رمضان الشالياتي الذي هو قاضي في كاليكوت لعلم عميق في التصوف، ثم انتقل إلى مكة المكرمة، ثم تعلم الفقه والحديث تحت العلامة أحمد شهاب الدين بن عثمان اليمني، ثم انتقل إلى جامعة الأزهر المشهورة من مصر. وهو أول من تعلم في جامعة الأزهر من كيرلا.

له الأساتذة الكثيرة من شخصياة عملاقات عبقريات، وأهمهم هنا: الإمام جلال الدين السيوطي وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري والإمام سيد محمد السمهودي وقاضي جمال الدين محمد الحضرمي

 

مصنفاته

أصدرت كتب كثيرة من قلم زين الدين المخدوم الكبير قد اشتهر كثير منها في العالم، وأهمها:

هداية الأذكياء إلى طريقة الأولياء

المولد المنقوص

شرح على ألفية ابن مالك

وتوفي الشيخ زين الدين المخدوم الكبير سنة 928ه شعبان 18-1522 م يوم الجمعة.

 

المخدوم الصغير

واحد من العلماء المشهورين من أسرة المخدوم، ولد سنة 938ه-1524م في شونبال،  ووالده الشيخ محمد الغزالي بن زين الدين المخدوم الكبير.

تلمذ لعمه الشيخ عبد العزيز المخدوم من الفوناني ثم انتقل إلى مكة المكرمة للدراسة العليا. وتعلم هناك عشر سنوات في علوم الفقه والحديث، وله يد طولي في الفقه والتصوف.

وبعد تعلمه كرس حياته للتعليم في المسجد الجامع بالفناني ثم عيّن عالم القصر لملك بيجابور.

 

مصنفاته

ألفت كتب نفيسة من قلم زين الدين المخدوم الصغير قد اشتهرت في آفاق العالم، وواحد منها هو فتح المعين بشرح قرّة العين الذي فاق عن كتبه الأخرى وصار مشهورا ومعتمدا في الفقه، ومن أهم مصنفاته:

قرة العين

فتح المعين بشرح قرة العين

تحفة المجاهدين

إحكام أحكام النكاح

ومن أستاذه وشيوخه المشهورين الإمام ابن حجر الهيتمي وعزّ الدين بن عبد العزيز والإمام عبد الرحمان ابن صفا.

وفاته

توفي الشيخ زين الدين المخدوم الصغير في شونبال، بل اختلف في سنة وفاته، قال المؤرخ المصري عبد المنعوم النمر في كتابه "تاريخ الإسلام في الهند"  بأنه توفي سنة 991ه -1583م، وصرّح جورج زيدان  في كتابه "تاريخ أدب اللغة " بأنه توفي سنة 978ه -1570م، بل الراجح أنه توفي سنة 1028ه -1618م لأنه تم كتابه تحفة المجاهدين سنة 1027ه-1618م.

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال