(طالب
بكلية دار العلوم للدعوة الإسلامية – توتا)
العالم الكبير والشاعر
الخيالي والحكيم الفكاهي الشيخ كنجايين مسليار واحد من العلماء الصوفيين في
الطريقة القادرية ومن رواد شعراء "مافلا" في كيرلا، وقد عايش الملك
السّامري في كالكوت، وكان زميلا قريبا لـ”منغاتشن” الذي كان واحدا من الوزراء للملك السامري.
ولد في بداية قرن ثمانية عشرة الميلادي
في مدينة تلشّيري، ومثّله وشبّهه المؤرخون بـ"نصر الدين جحا" في حكمته وفطانته وفكاهته.
اسمه كنج ماهين مسايار المشهور بلقبه
كنجايين مسليار .وكانت ولادته في نسب "جندنم كندي" قريبا من مسجد "سيدار " في تلشّيري. لم يعرف تاريخ ولادته وسنتها
واسم والديه في ترجمته، ولكن المفهوم من كتابه أنه ولد سنة 1700م ويقال أنه كان
يتيما وأبوه كان مؤذنا مشهورا في بلده.
كان تعليمه الإبتدائي من المسجد الكبير
في تلشيري ثم من مسجد "فرنكلتور"، لكن ما لبث هناك إلا أربعة أشهر حتى ارتحل إلى الدرس المشهور في فنّاني وتلمذ
للشيخ المخدوم نور الدين وعبد السلام للتعليم العالي في مجال فقه.
إن الشيخ كنجايين مسليار كان معروفا
بحكمته وذكائه وفطانته. فقد أضحك جميع الناس من زملاءه وأصدقاءه وأساتيذه وأهل
بلده بكلامه المشتمل الحكمة والفكاهة معا.
يعدّ الشيخ كنجايين مسليار من أهم
الشعراء وأوّلهم في الأدباء المليباريين، وإنه تُرى أشعاره ثانية بعد "محي الدين مالا " للقاضي محمد الكالكوتي في أشعار "مافلا"، وعندنا ثلاثة من مؤلفاته المشهورة وهي "كفّ فات" و"نول مدح" و"نول مالا".
"كفّ فات" أو "سفينة مالا" قصيدة قد نظّمت في مجال التصوف. يعظ فيها الشاعر الضالين من سبيل الله وينبّههم عن
عذابه من الله الأليم. وسبب تأليفها أن الشيخ كنجايين مسليار كان يذهب إلى بيت أستاذه
نور الدين المخدوم ليأكل الطعام. فذات يوم سألته زوجة الأستاذ عن وِرد تُواظبه عند
النوم. فذكرها لأن تقول كلمة مليالمية "ييلا مالا" فكاهة. فعلم به المخدوم وقال لتلميذه كنجايين مسليار: "هل تجعل الإنسان
في السفينة؟".
فتفكر كنجايين مسليار في قول أستاذه
وتفهّم أن السفينة كالجسد وأن جريان الحياة مثل جريانها في البحر. واعتزم لأن يؤلّف قصيدة صوفية تشتمل هذه الأفكار.
أول كتبه هو "نول مدح" الذي ألّف في سنة 1151هـ
هو قصيدة منظمة في خمسة عشر بحرا في لغة مختلطة بين المليالم والتامل في 666 أبيات.
وفيها يظهر محبته العميقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن تأليفه الآخر والثالث "نول مالا"، هو أيضا نظم في خمسة عشر
بحرا في 666 أبيات. ويذكر بأنه هو الشعر الثاني الذي ألّف في كيرلا في مدح الشيخ محي
الدين عبد القادر الجيلاني بعد تأليف "محي الدين مالا".
وبعد حياة حافلة بجلائل الأعمال توفي
الشيخ كنجايين مسليار ودفن في المسجد القديم بتلشّيري. وبعد القرون لا يزال يذكر
الناس في المليبار عن قصصه وتأليفاته وفكاهته والصداقة بينه وبين الوزير منغاتشن
بذكريات عاطرة. نوّر الله مرقده.