مبدأ اللغة العربية ومسيرها

فاضل زمان

(طالب بكلية دار العلوم للدعوة الإسلامية – توتا)


                                                تتمثل اللغات وسيلة لتواصل مشاعر الإنسان ولتطبيق أفكارهم تطبيقا فعلية .فبعدم اللغات تصبح التطورات الثقافية والترقيات الحضارية أحلاما لا تصدق.فأما اللغات المتنوعة قد لعبت دورا بارزا في تطور الاجتماعية بعضون مجالها قاطبة.

فيا عجبا للغة العربية التي تحققت هذه الأحلام بشكل تام إلى ما أسفرت عن تطبيق ثقافة خاصة لأهلها وعنوانا فريدا لتابعيها .فهي أعظم اللغات السامية سعة في العالم .تتجاوز عدد متحدثيها إلى قرابة أربع مائة وعشرين مليون نسمة.

باعتبار هذه الخصائص تحتفل الأمة المتحدة 18 ديسمبر اليوم العالمي للغة العربية  وخلدتها سادس لغة رسمية لها .وأيضا قد أحرزت قصب خامسة لغة أكثر سعة في العالم التي تشير إلى تمركزها وتأييد هذه اللغة عن سواها على مستوى العالم.

 

من الأيادي البررة

 

      اللغة العربية رسا أصلها تحت الثرى وسمى به إلى النجم فرع لا ينال طويله.وهناك مذاهب مختلفة تختلف آرائها في أصل اللغة العربية ومصدرها.فبعضهم نسبوها من عند ا لله عز وجل وإلى آدم تدليلا بقوله تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها ) فسر هذه الآية بعض العلماء وترجحوا بأن لغة التواصل بين آدم والملائكة كانت العربية لأنها لغة أهل الجنة .فالله خالق اللغات كلها ومبادلها للجنس البشري على طريق خاصة حيث قال (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم إن في ذلك لآيات للعالمين )

ويدعي بعض بأن مبدأها من راحلي جزيرة العرب الذين يجولوا في البلاد وتساعدوا في انتشارها .ويستدلون عليه بأن كلمة عرب معناه «الراحل».

أما المشهور من الآراء أن مصدر وأول من تكلم باللغة العربية يعرب ابن قحطان لذا تنسب إليه العربية.

فيا عجبا كل العجب للغة العربية التي ألقيت من أفواه الراحلين حتى تصدرت إلى قائمة اللغات بمرتبة خامسة  لغة تعم سعة في العالم.

تراقت هذه اللغة إلى أوج العز بأيادي الإسلام والقرآن .وحينما اتسعت دولة الإسلام اتسعت اللغة معها إلى غاية تعجز عن إدراكها.فأنجبت أدباء وعقلاء وشعراء عديدا في مهدها .

 

إسهاماتها الفريدة 

 

     ساهمت اللعة العربية مساهمة وحيدة في مجال الثقافة والعلمية ,حيث تشكلت تراثا فريدة لأهلها كما اتصفت وارتقت إليها جزيرة العرب ومملكة الأعراب .وتتجذب إليها أذهان الأوربا والدول المشرقية.

ثورة العلمية أسفرت عن تصدر لغات شتى كالفارسية والتركية وغيرها ,واستعارت كل منها من كلمات العربية الغريبة وأشكال حروفها في الخط أيضا.واعتمدها الجنس البشري لغة التواصل بينهم كما تخلدتها ستة وعشرين دول لغتها الرسمية بينها دول الإسلام لأنها لغة العبادات لجميع المسلمين ولغة القرآن ولغة أهل الجنة.

وتصممت اللغة العربية صورا تمتاز عن غيرها بمعانها الفصحى وهنا يؤكد ما يدل عليه أن عبد الله بن رواحة فرغ من قرض الأشعار لما شعره أنه عاجز عن فصاحة اللغة العربية في القرآن.فهي تحفظ وإن تعصر الهوجاء كل جذورها لأن حافظها الله حافظ القرآن.

من الجدير بالذكر أن اللغة العربية وحدها تصدرت في مجال ترقيات المجتمع .وقد توضحت دور اللغات في آفاق العالم,نبع منها الأدباء والمؤرخون وأشاعت مؤلفاتهم في طبائع العصر.اللغة العربية تصاعدت إلى أعلى مركز العلى لما قررت أصعب لغة في العالم للنطق فهي حافظة إلى يوم القيامة من خلال صرصر عاتية.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال